رسالة أبعث بها إلى كل من أكرمه الله تعالى بمجاورة هذا البلد الحرام ، إلى كل من وفقه الله وامتن عليه بالعيش في هذه الأرجاء الزكية ، وعلى هذه التربة النقية ، والديار الآمنة المرضية ..
إن السكنى في هذا البلد الحرام هبة جليلة ... ونعمة جزيلة ... وفضل من الله عظيم .
كفى نعمة ( أو لم نمكن لهم حرماً آمناً ) إنها منحة إلهية ...
كفى نعمة ( يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ) .. ثمار يانعة ... وفواكه متنوعة .. تجبى إليك في هذا البلد الآمن من شتى أنحاء الدنيا ..
يا رب أطعمتنا من كل فاكهة *** تجبى إلينا بلا كد ولا تعب
وأنسنا بجوار البيت منزلة *** أغلى من الدور والياقوت والذهب
يا أهل الجوار : أنتم عند بيت تسكب فيه العبرات ... وتحط فيه الخطيئات .. وتضاعف فيه الحسنات .. وتعظم فيه السيئات .
أنتم في بلد ولد فيها خير خلق الله محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. وعاش فيها أغلب عمره ... ولامست رجلاه الكريمتين ترابها ... وكلمته أحجارها ,,, وعرفته جبالها ووديانها
يا مكة الخير يا أرض المسرات *** يا مشرق النور يا مهد النبوات
يا درة في جبين الكون ساطعة *** ويا عبيرا لأرواح زكيات
وكيف لا ننتشي شوقا إلى بلد *** نهفو له كل يوم خمس مرات
يا أهل مكة : مجاورة البلد الحرام نعمة ، والنعم تدوم بالشكر ، والشكر يكون بالقول والعمل .
يا أهل مكة إليكم هذه الوصايا ... وفاءً بحق الجوار ... وامتناناً بالفضل والأمان :
تعظيماً للبلد الحرام ليقم الكل بواجبه على أكمل صورة وأحسن حال .
تعظيماً للبلد الحرام اخلص في عملك ... وليزداد إخلاصك لأنك في البلد الحرام .
تعظيماً للبلد الحرام لا تزعج ساكنيها بنغمات الجوال والموسيقى والأصوات الصاخبة .
تعظيماً للبلد الحرام اترك التدخين ... ولا تسمع الغناء .
تعظيماً للبلد الحرام لا تجاهر بالمعصية ، فالمعاصي حرام ، وفي البلد الحرام أشد حرمة .
تعظيماً للبلد الحرام أمط الأذى عن الطريق ... ولا تلق الأذى ، ولا تتفل ولا تتمخط في الطريق، لأنك في البلد الحرام .
تعظيماً للبلد الحرام لنكن قدوة حسنة في البلد الحرام .