ابو فراس الحمداني
هو أبو العلاء الحارث بن سعيد بن حمدان , فارس من أسرة بني حمدان وشاعرهم ولد في الموصل سنة 320 هـ , ونشأ يتيما لأن ناصر الدولة صاحب الموصل , وهو أخو سف الدولة كان قد قتل سعيد والد أبي فراس , فكفله علي (( سيف الدولة )) الذي كان زوج أخته.
كانت الأسرة الحمدانية تسيطر على شمال سورية والجزيرة العراقية , وفي سنة 333هـ استقل في حلب علي بن الهيجاء ( عبد الله بن حمدان ) الذي لقبه الخليفة بسيف الدولة نظرا لشجاعته وأقدامه في المعارك , وقد رأى سيف الدولة في أبي فراس دلائل النجابه والفروسية فجعله صاحب منبج , وأوكل أليه أمر الثغور في نواحيها لصد الروم أو هجمات الأعراب , فأبدى كل شجاعة فائقة , وأقدام عظيم .
قال ابن خلكان (( وكانت الروم أسرته في بعض وقائعها وهو جريح قد أصابه سهم بقى نصله في فخذه ونقلته إلى خرشنة ثم منها إلى القسطنينية , وذلك في سنة وثمان وأربعين وثلاث مئة , وفداه سيف الدولة سنة خمس وخمسين )). ثم نقل أنه أسر مرتين أحداهما سنة 348هـ , والثانية سنة 351 هـ . ولم يتجاوز في الأولى خرشنة , وفي الثانية ذهبوا به إلى القسطنينية , فأقام ينتظر فداء سيف الدولة له بمال وفير أو أسير عظيم , وطال ذلك حتى سنة 355هـ .
وبعد فداء أبي فراس ولاه سيف الدولة ((حمص )) ولم يلبث أن توفي الأمير سنة 356هـ وتولى أبنه أبو المعالي تحت وصاية الأمير قرغويه , ولكن أمر السلطة دعا القريبين إلى ألاقتتال قرب ((حمص)) وانتهى الأمر بمصرع أبي فراس سنة 337هـ
وقبره معروف في قرية(( صدد )) قرب حمص .
وقد كانت نشأة أبي فراس وطفولته في ظل والدته التي حدبت عليه رعايته , وتحت عطف زوج أخته سيف الدولة وتتلمذ على اللغوي الشهير أبن خالويه وغيره , كما شاهد أرباب القلم يفدون على سيف الدولة , واحتك بهم وهم نفر كثير , ونبغ في الشعر فتغزل في وصف المعارك , وله في الأسر قصائد كثيرة مشهورة عرفت
بـ (( الروميات )) تعتبر من أرق شعره و أجمله .
أبو فراس شاعر وجداني , سخر شعره ليتحدث عن مشاعره وأحاسيسه , ويصف مايقع تحت بصره من حوادث ووقائع , ويعتلج في صدره من الام وامال وبرز في ديوانه : الوصف والفخر والمدح والاستعطاف والغزل , ولأبي فراس مكانه هامة عند مؤلفي الأدب..